تلوث الماء
إن تلوث الماء في التجمعات المائية هو منظر مألوف في البلاد وبلدان صناعية أخرى أمثلة عن ذلك هي شواطئ البحار الملوثة بالزفت، الجداول مياهها ورائحتها كريهة.
وبكتريا مسببة للأمراض المعوية الصعبة مثلاً التيفوس والكوليرا.
يمكن تقسيم ملوثات الماء إلى سبع مجموعات:
-1المجاري (البيتية والصناعية)
-2الاسمدة الزراعية
-3المبيدات
-4مسببة الأمراض (بكتيريا وفيروسات)
-5الزيت المعدني (نفط)
-6الحرارة (ليست مادة إنما مادة من الطاقة)
-7مواد مشعة
أ-المجاري البتيتية والصناعية:
منذ القدم والإنسان يبني مساكنه على ضفاف الجداول التي زودته بماء الشرب وحاجيات أخرى بالإضافة إلى رمية للقمامة والمجاري في مياه هذه الجداول.
طالما إن هذه التجمعات السكنية كانت صغيرة وقليلة السكان والصناعة لم تكن متطورة.
كانت أيضا كميات الفضلات صغيرة واحتوت بالأساس على مواد عضوية طبيعية الضرر الذي سببته هذه المجاري والفضلات في مياه الجداول كان ضئيلاً ومؤقتاً فقط.
ذابت الفضلات في الماء وتحللت بسرعة بواسطة البكتيريا والفطريات وعادت المياه في هذه الجداول نظيفة كما كانت من قبل لكن عمليات التصنع والتمدن (تطور المدينة) أدت إلى ارتفاع حاد في كمية المجاري حتى إن الأجهزة الطبيعية للتنظيف والتطير الذاتي للماء أيضا على مواد صناعية غير القابلة للتحلل البيولوجي (بواسطة المحللات) كمواد التنظيف الصلبة والعقدة.
-1المواد العضوية ونسبة الأكسجين في الماء:
إحدى النتائج الأكثر ضرراً لتلوث المياه بالمجاري هي تقليص تركيز الأكسجين الذائب في الماء تقليص مخزون الأكسجين الذائب في الماء نجم في الأساس عن المواد العضوية في مياه المجاري.
فالكائنات المجهرية التي تحلل المواد العضوية تستعمل الأكسجين الذائب في الماء في عملية تنفسها ونتيجة ذلك يقل تركيز الأكسجين، من هنا الأهمية الكبيرة لتحديد تركيز الأكسجين الذائب في الماء لتقييم درجة نقاوة الماء ومدى ملاءمته لحياة الكائنات الحية المحتاجة إلى الأكسجين لغرض تنفسها.
كمقياس لتلوث الماء بالمادة العضوية تستخدم وحدة ما المعروفة:
"باستهلاك الأكسجين البيوكيماوي أو البيولوجي وباختصار" “BOD”
“Biochemical Oxygen Demand”
هذا يشير إلى كمية الأكسجين المستهلكة في وحدة زمنية مثلا خمسة أيام في درجة حرارة 20م ويستخدم كمقياس هام لنقاوة الجداول ومياه المجاري المطهرة.
الحيوانات ككاشفة لدرجة نقاوة الماء:
تختلف حساسية الحيوانات المختلفة لتركيز الأكسجين الذائب في الماء حيوانات معينة كسمكة طروطا تحتاج إلى تركيز عالي من الأكسجين الذائب.
هذا هو السبب لمعيشة هذه السمكة فقط في الأنهر والجداول التي في شمال الكرة الأرضية التي فيها درجة الحرارة منخفضة نسبياً.
يربى هذا النوع من الأسماك في البرك في كيبوتس دان ومن هنالك هرب إلى جداول نهر الأردن في جزئه العلوي.
-2المنظفات الكيماوية:
الضرر الأساسي للمنظفات الكيماوية يظهر بإنتاج رغوة بيضاء ثخينة وكثيفة على سطح الماء لإنتاج مثل هذه الرغوة البيضاء تصيب المظهر العلوي للجداول حيث تصل إليها المنظفات الكيماوية معا مع مياه المجاري البيتية أو مصانع النسيج فيصعب دخول الأكسجين الهوائي للماء، وعندما تتواجد المنظفات بتركيز عالية تصبح سامة للكائنات الحية.
-3مواد سامة- مجاري المصانع:
تحتوي مجاري المصانع على مواد كيماوية سامة ومضرة حتى بتركيز منخفضة كالحوامض والقواعد أو الفلزات الثقيلة: الزئبق، الكادميوم الخ...
حالا تسمم بالزئبق اكتشفت في اليابان في السنوات:
1955-1953، في مدينة مينا ماتا، أصيب 166 شخصاً مات منهم 46 شخصاً نجم التسمم عن طريق أكل اسماك ملوثة بالزئبق الذي تدفق إلى خليج مينا ماتا القريب في مدينة مينا ماتا.
عن طريق مياه المجاري لمصنع محلي للبلاستيك.
نتائج فحص اثنين من جداول بلادنا
فيما يلي لخصت نتائج فحص مياه جدول الموجود في شمال البلاد وجدول المقطع "الكيشون".
نجد في جدول المقطع فوق بارزة في درجة التلوث بين جزء الجدول الأصلي ابتداء من منبع الجدول حتى دخوله لمنطقة صفورية وبين الكيلومترات العشرة الأخيرة من دخول جدول صفورية وحتى مصب الجدول.
وحسب النتائج نلاحظ إن وادي البص هو وادي غير ملوث والذي يثبت ذلك نسبة الأكسجين المذابة فيه تفوق نسبة الإشباع استهلاك الأكسجين البيوكيماوي المنخفض جداً وتركيز المنظفات الكيماوية الذي لا يزيد عن 0,3 ملغم لتر ماء.
كذلك في القسم الأول من الكيشون وحتى دخول الماء غير ملوث لكن استهلاك الأكسجين البيوكيماي المرتفع قليلاً يشير إلى تدفق مياه المجاري خاصة في القطاع المحاذي لدخول وادي صفورية.
ب-الأسمدة:
إن الأسمدة المهمة جداً هي أملاح النيتروجين والفوسفور اللازمة لمعظم النباتات بكميات كبيرة تسمى الأملاح اللازمة لتغذية النباتات بالأملاح المغذية الأملاح المغذية التي لا تمتصها النباتات جزء منها يتغلغل باتجاه المياه الجوفية والجزء الأخر يجرف مع مياه الأمطار وتصل مع مياه الجرف إلى الوديان تتواجد الأملاح المغذية أيضا في مياه المجاري وتجرف معها إلى الوديان.
إحدى النتائج البارزة من إغناء الماء بالأملاح المغذية هي نمو الطحالب أي تكاثر سريع للطحالب خاصة الطحالب الزرقاء تكاثر الطحالب يسبب تقليص احتياط الأكسجين الذائب في الماء نلاحظ هنا تناقض في الحديث فمن ناحية، الطحالب الزرقاء تحتوي على كلوروفيل وتطلق الأكسجين في عملية التركيب الضوئي لكن عندما تتكاثر بكثافة كبيرة تكون على سطح الماء بساطاً طافيا ًمما يمنع دخول أشعة الشمس إلى طبقات الماء التي تحتها.
بعد إن تصبح ظروف البيئة سيئة ترسب الطحالب الميتة في قاع الوادي أو البحيرة وتتحلل بفعل بكتيريا التعفن (المحللات) التي تتكاثر وتنمو بسرعة.
عملية التعفن بحاجة إلى الأكسجين فتسبب بذلك انخفاضاً سريعاً فيك كمية الأكسجين بالماء وأيضا زيادة حموضة الماء (انخفاض أل pH ) بسبب زيادة تركيز CO2 المتحرر من عملية التعفن والتنفس.
الطحالب أيضا تضفي على الماء روائح كريهة فتؤثر على طعمه أيضا تسبب إغلاق الأنابيب في مشارع تنقية المجاري وفي المشروع القطري.
تعتبر مياه الشرب المحتوية على أملاح النترات NO3 بتركيز 45ملغم /لتر خطرة للأطفال في اشهرها الأولى من حياتها أيضا حليب الأم التي تشرب مياه كهذه أو حليب الأبقار التي شربت من هذه المياه قد تسبب تسمم الأطفال بسبب بعض أنواع البكتريا، الموجودة في أمعاء هؤلاء الأطفال تتحول النترات إلى نيترات إلى نيتريتات NO2 .
تتحد النيتريتات مع هيموغلوبين الدم والمركب الناشئ عن هذا التفاعل يسمى ميثا هيموغلوبين، الذي لا يستطيع بعد نقل الأكسجين من الرئتين إلى خلايا الجسم تحويل الهيموغلوبين إلى ميثاغلوبين يسبب مرضاً شديداً يسمى ميثا هيموغلوبينيميا،
اعراضة الأساسية:
عسر التنفس وازرقاق الشفتين في حالات معينة قد ينتهي هذا المرض بالوفاة.
ج-المبيدات:
المبيدات هي مواد سامة تستخدم لمكافحة الكائنات الحية التي تضر بالإنسان ومحاصيله حسب نوع الكائن الحي الذي يستعمل ضده المبيد نميز بمبيدات حشرية التي تستخدم لمكافحة الحشرات الناقلة للأمراض أو لمكافحة الحشرات الناقلة للأمراض أو لمكافحة الحشرات التي تلحق أضرارا بالمحاصيل الزراعية وهناك أيضا مبيدات للفطريات التي تسبب أمراضا للنباتات ومبيدات التي تكافح الأعشاب الضارة الخ...
خطر تلوث البيئة من المبيدات نشط فقط بعد الحرب العالمية الثانية نتيجة لتطوير مبيدات صناعية ثابتة جداً التي تبقى سنوات عديدة دون إن تتحلل تنتمي هذه المبيدات إلى مجموعة مواد الكلوريدات العضوية حيث أبرزها مادة D.D.T.
د-التلوث الجرثومي والفيروسي:
الماء كمصدر للتلوث بأمراض الأمعاء المعدية: التخوف من إن الماء بسبب أوبئة لامراض الأمعاء والتي أصابت كل مرة دولا مختلفة كمرض التيفوس والكوليرا حفز بعض العلماء في أوقات مختلقة الإثبات الأول لذلك كان بواسطة العالم الإنجليزي جون سنو سنة 1854 قبل إن يكتشف باستر وكوخ إن الأمراض المعدية تسببها البكتيريا في نفس السنة اجتاح لندن وباء الكوليرا.
الفحص الجرثومي للماء:
حاليا مسببات أمراض الأمعاء التي تنقلها مياه الشرب الملوثة معروفة: تيفوس البطن يسببه نوع من البكتيريا المعروف سالمونيلا والكوليرا بواسطة بكتيريا من النوع ويبيون والدزنطاريا التي أعراضها الرئيسية الإسهال المخلوط بالدم بواسطة بكتيريا عضوية الشكل من النوع شيجيللا.
تطهير المجاري:
الحاجة إلى زيادة مصادر المياه من جهة والاهتمام بنوعية البيئة من الجهة الأخرى أدت إلى إقامة مشاريع لتطهير مياه المجاري وإعادتها إلى الاستعمال البيتي الزراعي والصناعي.
ه- التلوث بواسطة النفط:
النفط هو الملوث الأساسي في البحار الأضرار التي قد يسببه النفط حظيت بإعلام ضخم بعد حادثة ناقلة النفط العملاقة طوري كنيون هذه الناقلة التي كانت محملة بِ 117000 طنا من النفط تحطمت سنة 1967.
مصدر أخر لتلوث البحر بالنفط عدا الحوادث هو سكب نفط مخلوط بالماء من ناقلات النفط العائدة من الميناء الذي فيه أفرغت حمولتها إلى ميناء التحميل ناقلات النفط لا تستطيع الإبحار عندما بكون فارغة لهذا تعبئ بالماء أثناء عودتها إلى ميناء التحميل.
و-التلوث الحراري:
تشع محطات الطاقة حولي %60 من الطاقة التي تنتجها على شكل حرارة لهذا فهي بحاجة إلى كميات هائلة من مياه التبريد لمنع التسخين الزائد للمحركات وشبكة الأنابيب.
هذه المياه تستوعب من البحر وتضخ إليه ثانية لكن بدرجات حرارة مرتفعة اكثر بِ 12-1 درجة مئوية.
ز-التلوث الإشعاعي:
الخطر من تلوث الهواء والماء بالمواد المشعة قائم خاصة في الدول التي فيها تشغل محطات توليد الطاقة الذرية في هذه الدول تتبع وسائل حذر صارمة لمنع أي خلل الذي من شانه إن يسرب المواد المشعة إلى الخراج وإصلاحه السريع في حالة حدوث مثل هذا الخلل
انشاء الله ستفدتوا